تنتشر بين كبار السن ممن تجاوزوا عمر 60 عاما حالات شائعة من ارتفاع ضغط العين أو ما يسمى المياه الزرقاء وهو الناتج عن عوامل الشيخوخة والتقدم في العمر والذي يؤدي إلى ضرر في العصب البصري فما سبب وجود مويه زرقاء في العين.

يعاني حوالي ما يقارب 80 مليون شخص حول العالم من وجود مويه زرقاء في العين والتي تعرف باسم الجلوكوما glaucoma وهي مجموعة مشاكل تحدث نتيجة تراكم السائل العيني بسبب خلل في قنوات التصريف داخل العين يؤدي إلى تراكم الخلط المائي في الجزء الأمامي من العين وبالتالي زيادة الضغط على الجزء الخلفي وخاصة شبكية العين بما فيها العصب البصري الأمر الذي يصل بينها وبين الدماغ مؤديا إلى تلف الألياف البصرية لذلك يعد مرض الماء الأزرق ثاني أكبر مسبب للعمى أو فقدان النظر بين كبار السن مقارنة ب أمراض العيون الأخرى.

لا يعرف بعد السبب الرئيسي لحدوث المرض وما زال العلماء والأطباء حتى اليوم في رحلة بحث جادة عن لتحديد الأسباب وراء تكون مويه زرقاء في العين ولكن على الرغم من ذلك فإن هناك مجموعة عوامل لها دور مؤكد في زيادة فرص الإصابة بالماء الأزرق أبرزها:

1. العمر يلعب دورا مهما حيث إن عوامل الشيخوخة تؤثر على تجدد أنسجة وخلايا مختلف أعضاء الجسم والعين ليست استثناء من ذلك.
2. أن يكون الشخص يعاني سابقا من مشاكل في النظر مثل: قصر نظر – طول نظر.
3. مرضى السكري هم أيضا من الأكثر عرضة.
4. تعرض العين لإصابة حادة سابقا.
5. انسداد الأوعية الدموية داخل العيون.
6. حالات التهابية نتيجة عدوى.
7. مضاعفات ناتجة عن عملية تصحيح نظر وإن كانت نادرة جدا.

تلك كانت أهم الأسباب وليست جميعها والتي وجد أن لها ارتباطا قويا بتكون مويه زرقاء في العين ( الزرق بالعين) .

تكمن خطورة وجود مويه زرقاء في العين في أنه يعتبر من الأمراض الكامنة التي تصيب العيون وتتطور ببطء بمرور السنوات دون أن تظهر أعراضا واضحة تساعد في الاكتشاف المبكر للمرض بل إن معظم الحالات يتم تشخيصها بعد فقدان البصر بشكل كلي أو جزئي في العين مما يعني وقوع الضرر في العصب البصري للعين، بينما أهم الأعراض التي يمكن ملاحظتها عادة في المراحل المتقدمة لتكون المياه الزرقاء تشمل:

1. تظهر هالات باهتة من ألوان قوس قزح حول الأضواء الساطعة.
2. ألم شديد في العين.
3. غثيان واستفراغ.
4. احمرار العين.
5. عدم وضوح الرؤية.
6. تشوش الرؤية تدريجيا.
7. فقدان الرؤية المحيطية (الجانبية).

تصيب الجلوكوما كلتا العينين لكن ما هو معروف أن الحالة تكون في عين أكثر من الأخرى حتى أن قياس ضغط العين يكون مختلفا في كل منهما وهذا من شأنه أن يعطي فرصة لإنقاذ العين في حال تضررت الأخرى.

يتبع أطباء العيون استراتيجية علاج معينة في حال وجود مويه زرقاء في العين تهدف إلى السيطرة على المرض من خلال ضبط ضغط العين والحفاظ عليه في مستوياته الطبيعية إذ إنه لا يمكن منع تكون المياه الزرقاء أو علاجها بشكل نهائي، وتقوم تلك الاستراتيجيات على التالي:

• المراحل المبكرة من المرض: تعالج الإصابة ب مويه زرقاء في العين مبكرا باستخدام قطرة ضغط العين التي تحتوي الأدوية الخاصة بآلية عمل تركز على تخفيض ضغط العين للمعدل الطبيعي تفاديا أن تسبب تلف العصب البصري إما عن طريق تقليل كمية السوائل التي تفرزها العين أو بالمساعدة في تصريف السائل العيني للخارج، ومن أفضل أسماء قطرات ضغط العين: Alphagan – Xalatan – Timolol – Trusopt – Isopto – Pilocarpine.
• أما في حال لم تستجب العين للعلاج بالقطرات يبدأ الطبيب إعطاء المرضى الأدوية الفموية بالتزامن مع القطرات حتى تقوي مفعولها.
• أما في المراحل المتأخرة: يكون الحل الوحيد هو الخضوع للجراحة مثل: عملية رأب التربيق بالليزر – الجراحة المجهرية – التخثير الهدبي – بضع القزحية، تهدف جميعها إلى تقليل كميات السائل المتراكم في العين المسبب للعمى ويحدد طبيبك الجراحة المناسبة لحالتك

أما إذا وصلت حالة المريض بالجلوكوما مرحلة حدوث فقدان بصر كلي فإنه لا يمكن إصلاح تدمر العصب المتصل ب المخ على الرغم من ظهور عدة دراسات وأبحاث التي تشرح بعض المعلومات عن تقنيات زراعة الخلايا الجذعية على أنها تقنية تعطي أملا مستقبليا لكثير من الناس حول إمكانية علاج ضمور عصب العين  واستعادة الرؤية ولكن ما زالت النتائج غير مؤكدة بعد حول نجاح هذا الحل.

نصائح لمرضى المياه الزرقاء

ختاما … اهمال الاضطرابات التي تحدث في الرؤية عند كبار السن يسبب أنواع عدة من المشاكل الخطيرة فقد يكون نتيجته غالبا الإصابة بالعمى إذا لم يتم فحص الحالة مبكرا كما في جلوكوما العين التي يتلف فيها عصب البصر لذا يطلق عليها اسم الماء الأسود أحيانا لأنها تسبب العمى.

شاهد الفيديو التالي: