لكي تتكون الصور التي نراها للأشياء حولنا واضحة بكل تفاصيلها يجب أن تكتمل وظيفة كامل أجزاء العين التي تشترك في تكوينها بدءا من القرنية ثم البؤبؤ ثم العدسة ثم الشبكية وصولا إلى العصب البصري الذي ينقل الإشارة إلى الدماغ ويترجمها كصورة.

إن العصب البصري optic nerve عبارة عن مجموعة أو حزمة من ملايين الألياف العصبية موجودة في الجزء الخلفي من العين في مؤخرة الشبكية، وتلعب دوراً مهماً في قدرتك على الرؤية ويعرف أيضًا باسم العصب القحفي الثاني، تتمثل وظيفة هذه الأعصاب البصرية في أنها تنقل المعلومات الحسية من عينك إلى المخ الذي يترجمها إلى صور ثم يعكسها على شبكية العين وأي تلف في العصب البصري سوف يؤدي بلا شك إلى فقدان النظر.

يعتبر التهاب العصب حالة مرضية تصيب العين تؤثر على حدة الإبصار نتيجة تورم وانتفاخ عصب العين بسبب الالتهاب يحدث بعد ذلك أن يتوقف العصب عن نقل النبضات الكهربائية من العين للدماغ حتى يترجمها إلى الصور المرئية، وهو مرض يصيب الكبار والأطفال على حد سواء في عين واحدة أو كلتا العينين يحتاج عدة أسابيع للشفاء يستعيد بعدها المريض النظر في عينيه بشكل تدريجي.

تتدرج حالات التهاب العصب البصري في الخطورة فمنها ما هو مؤقت ويشفي ذاتياً خلال أيام ومنها ما يستمر حتى يتلف العصب بشكل دائم، لذلك تختلف الأعراض من حالة إلى أخرى لكنها بشكل عام تشمل التالي:

• العرض الرئيسي لهذا المرض هو ضعف الرؤية.
• معظم المصابين يعانون ألم شديد يرافق التهاب العصب يزداد مع حركة العين.
• كما يشكو المصاب من صعوبة في تمييز وإدراك الألوان.
• فقدان مجال الرؤية.
• رد فعل غير طبيعي لبؤبؤ العين عند تعرضه مباشرة لضوء ساطع.

تختلف هذه الأعراض في شدتها وتكون أكثر وضوحاً في حالات الالتهاب الشديد.

تتحدث التقارير الطبية التي أجريت في هذا المجال أن سبب التهاب العصب البصري للعين لم يحدد بشكل واضح حتى اليوم ويقال أحياناً أن سببه عدوى فيروسية بينما وجد أن 50% من المصابين هم من مرضى التصلب المتعدد والأمراض المناعية حيث إن مناعة الجسم ولسبب ما غير معروف تهاجم مادة المايلين المغلفة للخلايا العصبية وتتسبب بالالتهاب الشديد الذي ينتج عنه ضمور بالعصب المسؤول عن الرؤية وانعكاس الصورة.

وبناء عليه فإن  التهاب العصب يرتبط بالأمراض التالية:

1. مرض التصلب المتعدد الذي يهاجم جهاز المناعة الذاتية للجسم ويسبب تلفاً في الجهاز العصبي المركزي.
2. مرض التهاب النخاع الشوكي والعصب البصري.
3. اضطراب الجسم المضاد للبروتين السكري المياليني.
4. عدوى بكتيرية أو فيروسية – داء لايم – حمى خدش القطط – داء الزهري.
5. الأمراض المناعية مثل: الساركويد – الذئبة الحمراء – داء بهجت.
6. بعض الأشخاص يتأثرون بوجود طفرات جينية وراثية.

يشمل فحص العين في العادة فحصاً شاملاً مكبراً لمقلة العين وتقييماً للهياكل الداعمة للعين والأعصاب القحفية، إلى جانب اختبارات فحص حدة البصر – وإدراك الألوان – و اتساع الحدقة – وفحص المجالات البصرية وإجراء صورة الرنين المغناطيسي للدماغ.

جميع تلك الفحوصات تجرى من أجل عمل تشخيص دقيق للحالة يؤكد إصابة الشخص بالتهاب عصب العين حتى يبدأ الطبيب بوضع خطة العلاج المناسب حسب نوع وسبب الإصابة.

في الغالب يشفى التهاب العصب البصري من تلقاء نفسه في غضون 12- 4 أسابيع دون تدخل طبي ولكن قد تعطى بعض الأدوية مثل الستيرويدات التي تستخدم لتقليل الالتهاب وتسريع الشفاء كما يستخدم عن طريق الحقن الوريدي من أجل أن يعجل عملية استعادة البصر كما كان قبل حدوث التهاب العصب، وكلما تم اكتشاف الحالة مبكراً كلما كان العلاج ممكناً والشفاء أسرع والضرر أقل، ولكن في حالات التصلب المتعدد أو أمراض أخرى للأسف لا يعود البصر كما كان قبل تضرره.

يعرف ضمور العصب بأنه أحد مضاعفات التهاب عصب العين الذي يربط أجزاء العين بالدماغ، كما أن هذا الضمور يحدث نتيجة لوجود عدة أمراض أخرى مثل: الجلوكوما أو الزرق – السكتة الدماغية – ورم يضغط على عصب العين – التهاب العصب البصري الناتج عن التصلب المتعدد – اعتلال العصب البصري الوراثي – مشكلة خلقية أدت إلى تكوين غير سليم للخلايا العصبية، والفرق بينه وبين التهاب العصب أن الضمور حالة لا يوجد لها علاج حتى اليوم مما يعني الإصابة الحتمية بالعمى.

يمكننا الوقاية من مخاطر الإصابة بالتهاب العصب البصري أو الضمور من خلال عمل تقوية للعصب بواسطة الفيتامينات المسؤولة عن ذلك سواء أخذها من مصادرها الطبيعية أو من المكملات الغذائية وأهمها:

1.  الأنثوسيانين Anthocyanin الموجودة في التوت والباذنجان والجزر.
2. مجموعة فيتامينات B ( B1, B6, B12 ) كذلك الفوليك أسيد.
3. أيضاً فيتامينات Vitamin E , Vitamin C.

مركز مشهور خبراء العيون

ختاما … يعتبر التهاب العصب البصري واحدا من أخطر مشاكل العيون التي تهدد بالإصابة بالعمى ولحسن الحظ أنه غير شائع ولكن يجب على المصابين بالأمراض المناعية الذاتية الحذر منه ومتابعة عيادة طبيب العيون بشكل دوري للتأكد من عدم تضرر الألياف العصبية.

شاهد الفيديو التالي: