يعرف مرض التهاب العصب البصري optic neuritis بأنه حالة تؤثر مباشرة على الرؤية نتيجة التهاب يصيب مجموعة الألياف العصبية لسبب ما يؤدي إلى انتفاخ وتورم العصب البصري مما يمنع تلك الألياف من أن تنقل الرسائل والإشارات البصرية الضوئية من الشبكية إلى الدماغ وذلك يعني تشوشا في الرؤية أو فقدان النظر المؤقت في عين واحدة أو كلتا العينين معاً، ويمكن أن يحدث للأطفال أو البالغين.

يتم تحديد الإصابة ب التهاب العصب البصري من خلال مجموعة أعراض تعطي علامات واضحة على وجود المرض تشمل هذه الأعراض ما يلي:

1. الألم عند تحريك العين بشكل خاص ويعتبر هذا العرض هو الأكثر شيوعًا الذي يشكو منه غالبية المصابين بالتهاب العصب البصري.
2. فقدان الرؤية في العين المصابة ويبدأ التدهور بالتدريج خلال ساعات أو أيام حسب شدة الحالة ومقاومة الجسم لها وعمر الشخص المصاب.
3. فقدان مجال الإبصار (الرؤية الجانبية).
4. عدم القدرة على تمييز الألوان وإدراكها حتى أنها تبدو باهتة.
5. رد فعل غير طبيعي لبؤبؤ العين عند النظر تجاه الضوء.

ملاحظة أي من هذه الأعراض يستدعي التوجه فوراً لعيادة الطبيب أخصائي العيون لإجراء الفحص اللازم قبل تفاقم الحالة.

يجهل الأطباء حتى اليوم السبب الرئيسي الذي أدى لالتهاب العصب البصري ولكن الذي تمت ملاحظته أن جهاز المناعة ولسبب ما يستهدف بالخطأ المادة التي تغطي الألياف العصبية والمعروفة باسم ” المايلين” مما يسبب حدوث الالتهاب ويتبعه تلف في هذا الغشاء الخارجي المعروف بالمايلين مما يؤثر على حدة البصر ويضعفه، مع ذلك وجد أن هناك مجموعة أسباب لها ارتباط وثيق بحدوث التهاب العصب البصري تتضمن:

• التصلب المتعدد: يعرف بأنه مرض مناعي ذاتي يهاجم غشاء الميالين المغلف للألياف العصبية في الدماغ والعصب البصري ويقدر نسبة 50% من حالات التهاب العصب البصري التي تحدث بأنها علامات أو مؤشرات على التصلب اللويحي المتعدد.
• التهاب النخاع والعصب البصري: أيضًا له علاقة بطريقة غير مباشرة بالتهاب العصب البصري وهو حالة مرضية تشبه التصلب المتعدد لكنه يختلف في أنه لا يسبب تلفا في الأعصاب كما يفعل التصلب على الرغم من ذلك فهو أكثر خطورة لأنه من الصعب تعافي الأعصاب بعد الشفاء منه على عكس التصلب اللويحي.
• رد فعل اضطرابي من الجسم تجاه البروتين السكري لخلايا المايلين: وهي حالة أقل خطورة من التهاب النخاع الشوكي والتصلب المتعدد.
• حالات أخرى تؤخذ بعين الاعتبار: العدوى الفيروسية مثل الحصبة والنكاف والهربس – العدوى البكتيرية – داء لايم – مرض الزهري – حمى خدش القطط – الذئبة الحمراء – الساركويد – داء بهجت.
• التأثير السام لبعض الأدوية: مثل دواء الإيثامبيوتول لعلاج مرض السُّل – ومادة الميثانول المستخدمة في الطلاء وكثير من مواد الدهان.

تعتبر حالة التهاب العصب البصري من الحالات الحرجة التي تتطلب اهتماما جادا والتوجه لأقرب عيادة لعمل الفحص اللازم والرعاية الأولية قبل أن يزداد الأمر سوءًا حتى يتلف العصب ويتسبب بالإصابة بالعمى الدائم الذي لا يمكن علاجه وبالتالي فهو بكل تأكيد يعتبر مرض شديد الخطورة على العين.

يذكر العلماء أن حوالي 50% من حالات الإصابة بمرض التهاب العصب البصري  تكون عبارة عن مؤشر أولي يلاحظه الأشخاص المصابين بالتصلب اللويحي المتعدد وهو مرض غير معروف السبب يصنف من الأمراض المناعية الذاتية، وتكمن خطورته في أنه يهاجم الجهاز العصبي المركزي في الدماغ ويتسبب في تلف للعصب وفقدان للرؤية.

يعد ارتفاع ضغط العين أو الجلوكوما السبب الأول للإصابة بالعمى عند كبار السن في أميركا حيث تضغط سوائل العين المتراكمة في المحفظة الداخلية على الشبكية ومنها على عصب العين نتيجة خلل في قنوات التصريف مما يؤدي بهذا الضغط تدريجيًا إلى إتلاف وضمور العصب بطريقة لا يمكن عكسها بمعنى لا يمكن علاجه، وخطورته أنه مرض كامن لا تظهر له أعراض تحذيرية واضحة قبل التسبب بضمور العصب.

معظم من يصاب بالتهاب الألياف العصبية يشفى ويستعيد عافيته بعد نوبة التهاب عصب العين ويسترد بصره تلقائيًا دون علاج في غضون 12 – 4 أسابيع، حيث إنه لا يوجد علاج مخصص لالتهاب العصب وإنما يعتمد الطبيب في علاج التهاب العصب البصري إعطاء التالي:

1. الفيتامينات المقوية للعصب لمقاومة مضاعفات الالتهاب حتى يتمكن منه الجسم ويتغلب عليه بمرور الوقت وهي من استراتيجيات العلاج القوية في تقوية وإعادة بناء العصب.
2. إلى جانب إعطاء أدوية الاستيرويد سواء حقن بالوريد أو قطرات الستيرويد لتسريع الشفاء واستعادة الرؤية الطبيعية عن طريق العلاج بالكورتيزون.

مركز مشهور خبراء العيون

ختاما … يمكننا أن نمنع إصابة العيون ببعض الأمراض الخطيرة كي لا تحدث من خلال الفحص الطبي الدوري وإتباع أسلوب حياة صحي نحافظ فيه على سلامة العين ونعمة البصر خاصة إذا كنا عرضة أكثر من غيرنا لأمراض المناعة الذاتية مثل وجود تاريخ عائلي .

شاهد الفيديو التالي: