تتكون العين من عدة أجزاء لكل جزء منها وظيفته بحيث تتشارك هذه الأجزاء معاً في إعطائنا رؤية طبيعية للعين من خلال إظهار صور شفافة واضحة لما نراه حولنا من أشياء وسوف ندرس اليوم أحد أهم الأجزاء وهو الألياف البصرية في العين.

تعرف الألياف البصرية في العين optic fiber بالألياف العصبية البصرية ترتبط كل مجموعة من الألياف معاً لتكون ملايين الحزم التي يتكون منها العصب البصري والمسؤول عن ربط الجزء الخلفي أو شبكية العين بالدماغ وهو امتداد الجهاز العصبي المركزي في الدماغ، تنقل تلك الألياف العصبية في العين المعلومات الحسية والنبضات الكهربائية بشكل مباشر من العين للمخ حتى يعالجها ثم يعكسها على هيئة صور.

لكل عين عصب بصري خاص بها ويعتبر العصب البصري في تشريح الجسم هو العصب الثاني من مجموعة الأعصاب 12 القحفية المتمركزة في الجزء الخلفي من الدماغ أو قاع الدماغ وكل منها يتحكم بجزء من الجسم، ومن ذلك المنطلق تعمل الألياف العصبية في العين على نقل الإشارات الضوئية من العيون إلى المستقبلات في الدماغ عبر حزمة ألياف عصبية لتشكل عملية الرؤية أو الإبصار.

يقصد بأعراض عصب العين العلامات أو المؤشرات التي تدل على حدوث مشكلة في الألياف البصرية في العين إما التهاب أو ضمور في العصب وأبرز تلك الأعراض تشمل:

1. ألم شديد في تجويف العين من الداخل يزداد سوءا بشكل خاص عند حركة العين.
2. نقص مؤقت أو كلي في الرؤية يبدأ تدريجياً ويزداد بمرور الأيام وعلى حسب حدة الحالة.
3. فقدان مجال الرؤية (الرؤية الجانبية).
4. فقدان العين القدرة على إدراك الألوان وتمييزها حيث تبدو باهتة وأقل إشراقاً.
5. أيضا تورم وانتفاخ بالعصب البصري.

كما أن هناك أعراضا أخرى ولكن هذه أهمها والتي تؤكد بشكل واضح وجوب التوجه لعيادة طبيب العيون لعمل فحوصات بصرية دقيقة للألياف البصرية في العين.

يعرف ضغط العين IOP بأنه عبارة عن مرض مزمن يصيب العينين ناتجا عن تراكم السوائل في العين وهو في الغالب يكون ضغطا خفيفا يسيطر عليه بقطرات ارتفاع ضغط العين ولكن خطورة هذا المرض هي في أن أعراضه المرضية كامنة لا تظهر على الإنسان، لذا يحدث أن يرتفع ضغط العين لمعدلات عالية والتسبب بالجلوكوما دون ملاحظة ذلك وبالتالي تتجمع هذه السوائل وتضغط على الألياف العصبية في العين وتتسبب خلال فترة بسيطة بتلف ربما يكون دائما في عصب العين يؤدي إلى فقدان البصر لذا يعتبر ضغط العين (الزرق) هو السبب الأكثر شيوعاً للإصابة ب العمى.

يعتبر التهاب الألياف البصرية في العين هو ثاني أخطر مشاكل قد تصيب العين بعد ضمور العصب بسبب كون الضرر عميقا لا يمكن علاجه كما أن فقد النظر لا يمكن استرجاعه بعد ذلك  ولكن التهاب العصب يعطي اكتشافه في مراحل مبكرة فرصا أكبر لإمكانية العلاج والشفاء واستعادة الرؤية الطبيعية في غضون 4 – 6 أشهر وربما أقل من ذلك بعد أن تعيد الأعصاب بناء طبقة المايلين التي تغطيها وتسمح للألياف العصبية بنقل المعلومات من الشبكية للدماغ بصورة طبيعية، هذا يعني أن التهاب الأعصاب البصرية نعم له تأثير خطير على العينين.

التهاب العصب البصري optic nerve عادة يكون له ارتباط بأمراض أخرى مثل التصلب المتعدد وهو الشائع أكثر بينما أحيانا يكون السبب وجود عدوى فيروسية أو بكتيرية في عينك وفي كلتا الحالتين هي مشكلة مرضية عادةً تشفى من تلقاء نفسها أو بالسيطرة على المرض الذي تسبب بهذه المضاعفات وقد يصف الدكتور غالبا الأدوية الستيرويدية عن طريق الوريد لتعجل من الشفاء وتمنع تلف الألياف العصبية في العين الذي يؤثر على نبضات أو معلومات الضوء الساقط على الشبكية حين تنتقل للجهاز المركزي العصبي في الدماغ.

في الغالب لا يمكن علاج الخلايا العصبية التالفة خاصة إذا كان التلف ناتجا عن إحدى الحالات التالية:

• الجلوكوما (المياه الزرقاء بالعين).
• اعتلال العصب بسبب مرض السكري غير المسيطر عليه.
• الإصابة بمتلازمة التصلب المتعدد.
• وقد يكون نتيجة غير مباشرة للتدخين.
• التهاب الألياف البصرية في العين.

ومع ذلك يتم إعطاء أدوية الأستيرويد في مشاكل العصب كمحاولة لتقليل أي ضرر في حدود المتاح لهذا الدواء أن يعالجه.

فحص العصب البصري

تقوية العصب البصري

ختاما … على الرغم من خطورة أمراض الالياف العصبية على البصر إلا أنه الشفاء ما زال ممكناً في حال لم يهمل المريض الأعراض التي يشعر بها وتوجه فورا لعيادة الطبيب ومع التطور التكنولوجي الطبي الذي نشهده الزم يبقى الأمل دائما في إيجاد تقنية أو تقنيات جديدة تعيد الأمل لمرضى ضمور العصب البصري عامة.

شاهد الفيديو التالي: