يعاني غالبية الأشخاص من عدة مشاكل وأمراض صحية مع بدء مرحلة الشيخوخة والتقدم في العمر بسبب ضعف بناء وتجديد الخلايا والعين ليست استثناء من ذلك حيث إن أشهر أمراض العيون المرتبطة بالعمر هي الماء الأبيض النووي في العين.

يحدث مع التقدم في العمر أن يتوقف إنتاج الجسم لبعض الأنزيمات التي تعمل على تجديد الأنسجة ومنها العين، نتيجة لذلك تترسب البروتينات المتحللة على جدار عدسة العين وتتراكم تدريجياً حتى تسبب إعتام العدسة مما يمنعها من تركيز الضوء بشكل مستو تجاه شبكية العين مسببا ضعف النظر، كما تعرف هذه الحالة بعدة مسميات منها الساد أو المياه البيضاء الذي أحد أنواعه الماء الأبيض النووي المتوسط nuclear cataract والذي يظهر ببقعة صفراء في نواة عدسة العين أو مركزها وتتحول مع الوقت إلى اللون البني.

ينشأ من هذه الحالة 4 أنواع مهمة من الماء الأبيض cataracts تتشابه في الأعراض ولكنها تختلف في كيفية وشكل الإصابة وهي كالتالي:

1. الماء الأبيض النووي: يسمى بالماء الأبيض النووي لأن الإصابة تبدأ من النواة للعدسة الأمامية ثم تمتد لبقية طبقات العدسة وتتحول بمرور الوقت من اللون الأصفر إلى البني، وفي بدايته يظهر كأنه حالة قصر نظر ويستمر فترة مؤقتة قبل أن يمتد للإعتام الكامل.
2. الماء الأبيض القشري: يبدأ فيه إعتام العدسة على هيئة بقع بيضاء تتكون على الحواف الخارجية لقشرة العدسة وهي من حالات الإعتام التي تنمو ببطء شديد حتى تصل إلى منتصف العدسة.
3. إعتام عدسة العين الخلفي تحت المظلة: يبدأ هذا الإعتام تحت المحفظة في منطقة صغيرة معتمة ويمتد حتى أسفل وخلف عدسة العين مباشرة في مسار الضوء مما يؤثر على انكساره بشكل صحيح نحو الشبكية، وهذا النوع بالذات يؤثر في القدرة على القراءة ويتسبب في صعوبة الرؤية الليلية.
4. الإعتام الخلقي: يولد بعض الأشخاص مصابين بالإعتام الذي ينمو أكثر خلال مرحلة الطفولة ويكون مرتبطا بعوامل وراثية أو إصابة داخل الرحم.

ويعتبر الماء الأبيض النووي أو التصلب النووي بالعين هو النوع الأكثر شيوعًا من بين الأنواع الأربعة ولكن بالنهاية جميعها لها نفس الأعراض وعادة نتبع معها طريقة العلاج ذاتها.

تتشابه حالات الماء الأبيض النووي التصلبي مع الأنواع الأخرى في الأعراض والتي هي في الأساس تعتبر أعراض هذا المرض كامنة تنمو ببطء دون ألم وهنا تكمن خطورتها، ومع تطور الحالة يتشكل بقعة وسط العين باللون الأصفر أو البني أو الأبيض ويبدأ الشخص يشكو من:

• عتامة وضبابية الرؤية.
• صعوبة الإبصار ليلًا.
• حساسية شديدة للضوء.
• الحاجة لضوء ساطع أثناء القراءة.
• تلاشي الألوان واصفرارها وصعوبة التمييز بينها.
• ظهور خطوط مع وهج حول الأضواء ليلا.
• ازدواجية الرؤية أحيانا.
• تغير قياسات النظارة والعدسات اللاصقة باستمرار.

كما ذكرنا أن الماء الأبيض أو ما يسمى الكاتاراكت هو في الأساس مرض يرتبط بالتقدم في السن وهو السبب الرئيسي للإصابة، بينما وجد من خلال الدراسات والأبحاث أن هناك أسبابا عديدة ثانوية تساعد على رفع احتمالية الإصابة به مثل:

• إجراء جراحة سابقة في العين.
• الإصابة بداء السكري.
• التدخين.

• تعرض العين لإصابة مباشرة جراء حادث.
• عوامل وراثية تتعلق بالجينات.
• الاستخدام المفرط للستيرويدات.
• التعرض المستمر لفترات طويلة للأشعة فوق البنفسجية.

من حسن الحظ أن التقدم التكنولوجي الطبي في مجال العيون والذي شهدناه في السنوات ساعد في إنقاذ ملايين الحالات من الإصابة بالعمى، وذلك لأن الماء الأبيض النووي أو المياه البيضاء بشكل عام تصيب ما يقارب 50% من كبار السن الذي تجاوزت أعمارهم 70 عاماً وهي ليست بالنسبة البسيطة والعلاج الوحيد لها هو جراحة استبدال العدسة المعتمة باستخدام أشعة الليزر ودون إجراء هذه الجراحة سوف تتفاقم الحالة وتزداد حدة التعتيم مما يزيد أيضاً من صلابة العدسة وإذا لم تعالج فهي بكل تأكيد سوف تسبب العمى.

العلاج الوحيد لإزالة الماء الأبيض النووي من العين هو الخضوع لعملية سحب المياه البيضاء أو إزالة إعتام العدسة عن طريق تفتيت العدسة المعتمة باستخدام الليزر من ثم سحب شظايا العدسة المفتتة واستبدالها بزرع عدسة اصطناعية جديدة للعين شفافة تؤدي نفس الدور بكفاءة عالية لاستعادة النظر بشكل دائم في العين المصابة.

تعد عملية إزالة الماء الأبيض النووي من العين إحدى عمليات العيون الأكثر شيوعا والتي تعتمد على تقنيات الليزر التي جعلتها أكثر أمانا وسهولة ورفعت من نسبة نجاحها إلى ما يزيد عن 98% حتى أنها لا تستغرق أكثر من 60 دقيقة لإجرائها ويعود المريض إلى البيت بعد ساعات من انتهائها بنجاح ليستعيد الرؤية الطبيعية بعدها مباشرة و بالتدريج يتحسن البصر شيئاً فشيئاً حتى يستقر النظر تماما بعد 6 – 4 أسابيع من شفاء القرنية وثبات العدسة.

مركز مشهور خبراء العيون

ختاماً … بما أن تكون الماء الأبيض النووي في العين يرتبط بالعمر فإن ذلك يعني أنه يجب الالتزام بعمل فحص دوري للعينين يتم في عيادة طبيب عيون مختص لمتابعة الحالة والبحث عن أمراض أخرى كامنة قد تمنع إجراء الجراحة مثل الجلوكوما وعلاجها بالقطرات الخاصة حتى يتمكن الطبيب من تحديد الوقت المناسب للعملية.

شاهد الفيديو التالي: