يرتبط العديد من أمراض العيون بأمراض تصيب الجسم مثل التهاب العصب البصري المرتبط بالتصلب المتعدد واعتلال الشبكية المرتبط بمرض السكري وكذلك أمراض الجهاز المناعي مثل داء بهجت الذي نتحدث عنه أكثر في مقال اليوم.

يسمى أيضاً هذا المرض باسم متلازمة بهجت behcet disease وهو عبارة عن اضطراب نادر يصيب الأوعية الدموية والأنسجة في كل أجزاء الجسم مسبباً نوعاً خطيراً من الالتهابات المعقدة غير المفهومة وهذا سبب صعوبة تشخيص داء بهجت لأن الأعراض تكون منتشرة في أكثر من مكان في الجسم مثل الفم والعين والجلد ومناطق أخرى غير مترابطة ببعضها البعض مما يصعب تفسيرها.

يسبب مرض بهجت مشاكل في مختلف أنحاء الجسم ومنها عينيك حيث إن 20 – 10 % من حالات التهاب القزحية المتكرر هي في الأساس داء بهجت ونحو 25% من المرضى يصابون بالعمى ومثل ذلك أيضاً نجد التهاب العنبية وتعتبر التهابات مزمنة تظهر وتختفي لكنها لا تشفى.

لسوء الحظ تؤثر الأعراض بشكل كبير على عيون 3 من أصل 4 أشخاص يعانون من داء بهجت وتشمل أعراض أو علامات المرض الأخرى:

1. احمرار يرافقه ألم في العيون يؤثر على وضوح الرؤية.
2. التهاب متكرر في القزحية والعنبية داخل العين.
3. تقرحات مؤلمة والتهاب في الفم والأعضاء التناسلية.
4. أيضًا المشاكل الجلدية مثل البقع والطفح الجلدي والذي يشبه حب الشباب.
5. صداع شديد في الرأس.
6. تورم وانتفاخ في الدماغ ومشاكل تؤدي إلى التهاب السحايا.
7. التهاب في الوريد يسبب جلطات وانسداد الوريد تماما.
8. كذلك يتسبب في التهاب وتورم وتصلب في المفاصل.
9. في الحالات الشديدة النادرة قد تزيد مخاطر حدوث فقدان للبصر أو سكتات دماغية.

ومعظم الأشخاص يعانون من هذه الأعراض على شكل نوبات شديدة أو انتكاسات تليها فترات هدوء للأعراض، ويمكن مع مرور الوقت أن تستقر بعض هذه الأعراض وتقل حدتها ولكنها لا تختفي تماماً أو تشفى من تلقاء نفسها فهو يعتبر مرضا التهابيا مزمنا.

يعد داء بهجت بشكل عام أحد الأمراض مجهولة السبب والتي تصنف تحت مسمى مرض مناعي أو حالات التهابية ذاتية يهاجم فيها جهاز المناعة الأنسجة السليمة والأوعية الدموية عن طريق الخطأ ولم يعرف حتى اليوم ما الذي من الممكن أن يؤدي لهذه المشكلة ولكن بحسب الأبحاث التي تمت دراستها فإن هناك مجموعة عوامل يعتقد أنها تلعب دوراً في حدوث المرض تشمل:

• العامل الجيني: حيث تميل بعض الجماعات العرقية للإصابة بالمرض أكثر من غيرها مثل سكان مناطق الشرق الأوسط وآسيا ودول حوض البحر الأبيض المتوسط.
• عامل العمر: ينتشر المرض بين فئة العشرينيات والثلاثينيات من العمر لكلا الجنسين رجال أو نساء.
• العامل البيئي: الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بسبب الجينات وجد أن إقامتهم خارج بلادهم تقلل فرص الإصابة لديهم.

بسبب كونه مرضا نادرا فإن الدراسات والأبحاث الطبية حوله قليلة ولكن ما هو موجود أمامنا اليوم من تقارير تؤكد على أن نسبة 5% من المصابين تحدث لهم وفاة ناتجة عن ثقب معوي أو سكتات دماغية أو تمزق الأوعية الدموية الضعيفة نتيجة الالتهابات المتكررة المزمنة التي تحدث بالجسم لذلك تسمى بمتلازمة بهجت.

يعد هذا المرض أحد الأمراض المناعية نادرة الحدوث سببه في الأساس أن مناعة الجسم تنشط بشكل ذاتي خارج عن سيطرة الجسم مما ينتج عنه مهاجمة الجسم لنفسه ولأعضاء وأجهزة حيوية فيه، وذلك يعني أنه ليس للمرض علاقة بعدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية أو ميكروبات تتسبب بنقل العدوى لشخص سليم وبالتالي هو مرض غير معدي.

للأسف لا يوجد اختبارات معملية يمكن من خلالها تشخيص الإصابة بداء بهجت خاصة أنه مرض مجهول السبب، وإنما يقوم الطبيب بتشخيصه عن طريق أخذ التاريخ المرضي وعمل اختبار باثرجي شامل لوظائف الجهاز المناعي بالإضافة إلى دراسة أعراض المرض الظاهرة الآن وعدد مرات تكرار ظهور تلك الأعراض بشكل مزمن والتي عادة تكون 3 مرات في السنة على الأقل سواء كان قرح الفم الذاتية أو الأعضاء التناسلية أو مشاكل جلدية أو التهابات العينين.

على الرغم من عدم وجود علاج محدد ومعروف حالياً لمرض بهجت إلا أن هناك علاجات وأدوية مساعدة تعمل على إدارة الأعراض والسيطرة على المرض إلى حد ما مثل:

• العلاج الرئيسي الأول الذي يتم وصفه هو الستيرويدات المتمثلة في البريدنيزون خاصةً.
• و دواء الكولشيسين يوصف تحديداً في حالة التهاب المفاصل أو قروح الأعضاء التناسلية والفم والجهاز الهضمي.
• بينما يوصف الميثوتريكسات المثبط للمناعة ودواء سيكلوسبورين وسيكلوفوسفاميد والمستحضرات الدوائية الحيوية مثل: Sandimmune – Tocilizumab – etanercept … وغيرها، جميع هذه الأدوية تعطى في الحالات الشديدة فقط لخطورتها في تثبيط المناعة وما لها من أثر سمي مما يجعل الجسم عرضة أكثر للإصابة بالعدوى.

وسوف يضع فريق الرعاية بالتعاون مع الطبيب خطة العلاج المناسبة وفقاً للأعراض الظاهرة على الشخص.

مركز مشهور خبراء العيون

ختاما … يوصي طبيب العيون في حالات التهاب العين المصاحبة لمرض بهجت بضرورة الالتزام بمراجعة عيادة الطبيب اختصاصي العيون لمتابعة تطور الحالة ومنع إصابة العين بمشاكل أكثر تعقيدا حفاظا على سلامة البصر بالإضافة إلى اتباع نمط حياة صحي يعيد للجسم توازنه الطبيعي بالتالي يخفف من حدة المرض.

شاهد الفيديو التالي: