حول العين البسيط وأنواعه 2023

30 أكتوبر، 2023

95 6 دقائق

حول العين البسيط، والذي يعرف أيضًا بـ Strabismus. يعتبر حول العين البسيط اضطرابًا في موقع العينين حيث تتجه العينين في اتجاهين مختلفين. يمكن أن يكون هذا الاضطراب مؤثرًا على الأطفال والبالغين على حد سواء، ويمكن أن يكون له تأثيرات متعددة على الصحة والجودة الحياتية.

محتويات المقالة

تعريف حول العين البسيط

حول العين البسيط، الذي يُعرف أيضًا باسم Strabismus أو العين الكسيرة، هو اضطراب في موقع العينين حيث تنظر العينين في اتجاهين مختلفين. ببساطة، في حالة حول العين البسيط، إحدى العينين تنحرف عن الاتجاه الطبيعي الذي تشير إليه العين الأخرى، مما يجعل العينين تتجهان بشكل غير متناسق.

هذا الاضطراب يمكن أن يكون نتيجة لعدة عوامل، بما في ذلك اضطرابات في العضلات التي تتحكم في حركة العينين، وعيوب في النظر مثل الضعف البصري، وأحيانًا يمكن أن يكون له أسباب وراثية.

إن حول العين البسيط يؤثر عادة على الرؤية والقدرة على رؤية الأشياء بوضوح. يمكن أن يكون له تأثيرات جسدية، إذ يمكن أن يتسبب في تقليل وضوح الرؤية وضعف الرؤية ثنائية العين (القدرة على رؤية الأشياء ثلاثية الأبعاد)، ويمكن أيضًا أن يسبب إجهاد العين وصداع.

من المهم معالجة حول العين البسيط بسرعة، خاصةً في حالة الأطفال، لتصحيح الرؤية وتقليل التأثيرات النفسية والاجتماعية التي يمكن أن يكون لها على الأفراد. يمكن أن يشمل العلاج النظارات أو العدسات اللاصقة، وفي بعض الحالات الجراحة لتصحيح موقع العين.

حول العين البسيط

أسباب حول العين البسيط

هناك عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى حول العين البسيط، وقد تكون هذه الأسباب مرتبطة بالعضلات التي تتحكم في حركة العينين أو بعيوب في النظر. بعض الأسباب الشائعة لحول العين البسيط:

اضطرابات في العضلات العينية: إحدى الأسباب الرئيسية لحول العين البسيط هي اضطرابات في العضلات التي تتحكم في حركة العينين. عندما تكون هذه العضلات غير متناسقة في تقديم الإشارات الصحيحة للعينين، يمكن أن يحدث الانحراف.
عيوب في النظر: بعض المشاكل البصرية مثل الضعف البصري (Myopia) أو القصر البصري (Hyperopia) يمكن أن تؤدي إلى انحراف العين. عندما تحاول العين تعويض هذه العيوب، يمكن أن تحدث توترات في العضلات العينية مما يسبب الانحراف.
عوامل وراثية: يمكن أن تكون حول العين البسيط وراثيًا، مما يعني أنه يمكن أن ينتقل من الأجيال السابقة. إذا كانت هناك تاريخ عائلي لانحراف العين، فإن احتمالية حدوثه لديك أو لأطفالك قد تزيد.
الضغوط النفسية: في بعض الحالات، يمكن أن تكون العوامل النفسية مثل الضغط النفسي أو الصدمة النفسية سببًا محتملًا لانحراف العين.
عوامل أخرى: هناك عوامل أخرى قد تلعب دورًا في حدوث حول العين البسيط، مثل الإصابة بأمراض العيون أو العقمبة.

مهم جدًا أن تتم تقييم حالة انحراف العين من قبل طبيب العيون المختص، حيث يمكنه تحديد السبب الدقيق واقتراح العلاج المناسب للحالة. العلاج قد يشمل استخدام النظارات أو العدسات اللاصقة، أو في بعض الحالات الجراحة لتصحيح الانحراف.

أنواع حول العين البسيط

حول العين البسيط (Strabismus) يمكن أن يظهر بعدة أشكال مختلفة، وفيما يلي بعض الأنواع الشائعة من حول العين البسيط:

انحراف العين الداخلي (Esotropia): في هذا النوع، إحدى العينين تنحرف نحو الداخل باتجاه الأنف. قد يسمى أيضًا “العين الكسيرة الداخلية.”
انحراف العين الخارجي (Exotropia): في هذا النوع، إحدى العينين تنحرف نحو الخارج باتجاه الصدغ. قد يسمى أيضًا “العين الكسيرة الخارجية.”
انحراف العين العلوي (Hypertropia): هذا النوع يحدث عندما تنحرف إحدى العينين إلى الأعلى. قد يسمى أيضًا “العين الكسيرة العلوية.”
انحراف العين المختلط (Mixed Strabismus): في بعض الحالات، يمكن أن تكون هناك مزيجًا من الانحرافات، حيث تنحرف العين في اتجاهات مختلفة في أوقات مختلفة.
انحراف العين التفريعي (Intermittent Strabismus): يتميز هذا النوع بأن الانحراف يحدث فقط بشكل متقطع أو عند معينة. في بعض الأحيان، يمكن أن يكون الانحراف واضحًا في بعض الأوقات ويختفي في أخرى.
انحراف العين ذو النصف الكسير (Microstrabismus): هذا النوع يتسم بانحراف طفيف في العين، قد لا يكون واضحًا بالنظر العاري ولكنه قد يؤثر على الرؤية.
انحراف العين الانعكاسي (Secondary Strabismus): يمكن أن يحدث هذا النوع نتيجة لأسباب ثانوية مثل الإصابة أو أمراض العين.

كل نوع من هذه الانحرافات يتطلب تقييم طبي دقيق لتحديد السبب وخيارات العلاج المناسبة. إن عدم معالجة حول العين البسيط يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الرؤية وتأثيرات نفسية واجتماعية، لذلك من الضروري متابعة علاجه والتدخل في وقته.

تأثيرات حول العين على الرؤية

حول العين البسيط يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الرؤية ويسبب عدة مشكلات وتحديات، وتأثيراته على الرؤية تتضمن ما يلي:

عدم وضوح الرؤية: الشكل الأساسي لتأثير انحراف العين على الرؤية هو فقدان وضوح الرؤية. العين المنحرفة قد تنظر إلى اتجاه مختلف عن العين الأخرى، مما يسبب اختلافًا في تركيز العينين ويجعل الرؤية غير واضحة.
ضعف الرؤية ثنائية العين: ثنائية العين هي القدرة على رؤية الأشياء بوضوح ثلاثية الأبعاد. عندما يكون هناك انحراف في العينين، يمكن أن يتعذر على الشخص رؤية الأشياء بوضوح ثلاثية الأبعاد، مما يجعله يعتمد بشكل أكبر على الرؤية ثنائية العين.
إجهاد العين وصداع: محاولة العينين تصحيح الانحراف يمكن أن تتسبب في إجهاد العين وصداع. العينين تحاولان بشكل متواصل التوجيه نحو الهدف المرغوب، مما يؤدي إلى إرهاق العضلات العينية.
تضارب في الصورة المشاهدة: قد يشعر الشخص المصاب بانحراف العين بالتضارب في الصورة المرءية. ذلك لأن الصورة التي تراها العين الواحدة تختلف عن الصورة التي تراها العين الأخرى، مما يمكن أن يكون مشوهًا أو غير متناسق.
انخفاض الثقة بالنفس: يمكن أن يؤثر انحراف العين على ثقة الشخص بنفسه، خصوصًا في حالات الأطفال. يمكن أن يشعر الأفراد المصابون بأنهم مختلفون وغير طبيعيين، مما يؤثر على صورتهم الذاتية.
تأثيرات نفسية واجتماعية: إلى جانب التأثيرات البصرية، يمكن أن يؤدي انحراف العين إلى تأثيرات نفسية واجتماعية، مثل العزل الاجتماعي وصعوبة التفاعل مع الآخرين.

من المهم معالجة انحراف العين بسرعة لتحسين الرؤية وتقليل تأثيراته النفسية والاجتماعية. يجب على الأفراد المصابين بانحراف العين استشارة طبيب العيون للحصول على التقييم والعلاج المناسب.

تشخيص حول العين البسيط

تشخيص انحراف العين البسيط يتطلب تقييمًا متخصصًا من قبل طبيب العيون. يمكن للطبيب تنفيذ سلسلة من الاختبارات والإجراءات لتحديد نوع الانحراف والسبب والعلاج المناسب. إليك كيفية تشخيص انحراف العين البسيط:

فحص العيون والتاريخ الطبي: يبدأ العمل بجلسة استشارية مع طبيب العيون. يتحدث الطبيب مع المريض لفهم التاريخ الطبي والأعراض التي يشعر بها المريض.
فحص البصر: يجري الطبيب اختبار البصر لتحديد مدى وضوح الرؤية في كل عين.
اختبار الانحراف: يتم استخدام أدوات مخصصة لتحديد الانحراف وقياس الزاوية التي تميل بها العين عن الاتجاه الطبيعي.
اختبار الرؤية ثنائية العين: يتم تقييم قدرة المريض على رؤية الأشياء بوضوح ثنائية العين (القدرة على رؤية الأشياء بشكل ثلاثي الأبعاد).
فحص العضلات العينية: يتم فحص وتقييم عمل العضلات العينية وتوجيه الحركة العينية.
فحص النظر الطريقي: يمكن أن يُجرى فحص للنظر الطريقي لتحديد ما إذا كان هناك أي عيوب في النظر تسهم في الانحراف.
التصوير الطبي: في بعض الحالات، قد يُجرى فحص العين باستخدام أجهزة تصوير طبية مثل الصور بالأشعة السينية لتحديد تفاصيل دقيقة.

بناءً على النتائج المستخلصة من هذه الاختبارات، يمكن لطبيب العيون تحديد نوع الانحراف وسببه ودرجته، ومن ثم يُقرر العلاج المناسب. يمكن أن يتضمن العلاج استخدام النظارات أو العدسات اللاصقة لتصحيح الرؤية أو الجراحة في بعض الحالات. تكون متابعة دورية مع طبيب العيون ضرورية لمراقبة التقدم وضبط العلاج إذا كان ذلك ضروريًا.

طرق العلاج لحول عند الأطفال حول العين البسيط

عندما يعاني الأطفال من انحراف العين البسيط (الحول)، يمكن تقديم عدة خيارات للعلاج بناءً على درجة الانحراف والعمر والحالة الصحية العامة. بعض الطرق الشائعة لعلاج انحراف العين البسيط عند الأطفال:

النظارات أو العدسات اللاصقة: في بعض الحالات، يمكن استخدام النظارات أو العدسات اللاصقة لتصحيح الرؤية وتوجيه العينين نحو الاتجاه الصحيح. يمكن أن تكون هذه الخيارات مفيدة إذا كان هناك عيوب في النظر تسهم في الانحراف.
علاج العيوب البصرية: قد يكون الانحراف ناتجًا عن عيوب بصرية مثل الضعف البصري أو القصر البصري. في هذه الحالات، سيتم علاج العيوب البصرية الأساسية.
جلسات العلاج البصري (العلاج البصري التقويمي): يمكن أن يكون للجلسات العلاجية التي يقدمها اختصاصي في العلاج البصري تأثير إيجابي على تنسيق حركة العينين وتحسين الرؤية ثنائية العين.
استخدام العلاجات المشددة (العلاج الجبري): في بعض الحالات، يمكن استخدام تقنيات العلاج الجبري لتحسين تنسيق الحركة العينية.
الجراحة: تكون الجراحة خيارًا في الحالات الشديدة أو إذا لم يكن هناك تحسن يذكر بالعلاجات الأخرى. تتضمن الجراحة عادة تعديل عضلات العين لتحسين توجيه العينين.
متابعة دورية: بغض النظر عن العلاج المختار، يجب متابعة الحالة بانتظام مع طبيب العيون لمراقبة التقدم وضبط العلاج إذا كان ذلك ضروريًا.

يُشجع دائمًا على التحدث مع طبيب العيون لتحديد العلاج الأنسب لحالة الطفل، والبدء في العلاج في وقت مبكر يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على تحسين الرؤية ومنع تفاقم الحالة.

الأثر النفسي والاجتماعي لحول العين

انحراف العين يمكن أن يكون له أثر كبير على الصحة النفسية والاجتماعية للأفراد، خاصةً عند الأطفال. إليك بعض الآثار النفسية والاجتماعية التي قد تنجم عن انحراف العين:

الآثار النفسية: انخفاض الثقة بالنفس: يمكن للأفراد الذين يعانون من انحراف العين أن يشعروا بانخفاض الثقة بأنفسهم. يمكن أن يرتبط الشكل الظاهر للعين بمشاعر الخجل والاحتقار.
القلق والضغط النفسي: يمكن أن يعاني الأفراد من مستويات عالية من القلق بسبب مخاوف من التمييز أو الرفض من قبل الآخرين.
التوتر الاجتماعي: يمكن أن يشعر الأفراد المصابون بانحراف العين بالتوتر في المواقف الاجتماعية. قد يتجنبون المشاركة في الأنشطة الاجتماعية خوفًا من الاستهزاء أو التنمر.
الآثار الاجتماعية: التنمر والعزل الاجتماعي: يمكن أن يتعرض الأطفال الذين يعانون من انحراف العين للتنمر والعزل الاجتماعي من قبل أقرانهم، مما يؤثر على علاقاتهم الاجتماعية وشعورهم بالانتماء.
صعوبات في التواصل البصري: قد يجد الأفراد صعوبة في التواصل البصري مع الآخرين، مما يمكن أن يؤثر على قدرتهم على التفاعل الاجتماعي بشكل طبيعي.
التأثير على الأداء الأكاديمي: يمكن أن يؤثر انحراف العين على الأداء الأكاديمي للأطفال، حيث قد يكون الانتباه والتركيز مشتتين بسبب مشاكل الرؤية.

من المهم فهم هذه التأثيرات النفسية والاجتماعية والعمل على تقديم الدعم والتوجيه للأفراد الذين يعانون من انحراف العين. العلاج والتدخل المبكر يمكن أن يلعبا دورًا هامًا في تحسين الرؤية وزيادة الثقة بالنفس والتكيف الاجتماعي.