واحدة من المشكلات الصحية التي يمكن أن تؤثر على صحة العيون هي التهاب الملتحمة الفيروسي. يُعتبر التهاب الملتحمة مشكلة شائعة تصيب العديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم. وفي هذا المقال،  المرض، بدءًا من تعريفه وأسبابه، وصولًا إلى أعراضه وخيارات العلاج المتاحة.

ما هو التهاب الملتحمة الفيروسي؟

العيون تُعَدّ واحدة من أبرز وأهم الأعضاء في جسم الإنسان، فهي تلعب دورًا أساسيًا في إتاحة الرؤية والتفاعل مع العالم من حولنا. التهاب الملتحمة الفيروسي هو حالة تصيب الغشاء الملتحمي للعين، وهذا الغشاء هو الطبقة الرقيقة والشفافة التي تغطي السطح الخارجي للعين وجفنيها. يمكن أن يسبب التهاب الملتحمة تهيجًا واحمرارًا في العين، وقد يصاحبه حكة وإفرازات. وعلى الرغم من أنه عادة مرض طفيف، إلا أنه يمكن أن يكون مزعجًا ويتسبب في عدم الراحة.

التهاب الملتحمة الفيروسي ينجم عن عدوى فيروسية تصيب العين، وقد تنتشر هذه العدوى عن طريق الاتصال المباشر مع العين أو من خلال ملامسة الأيدي الملوثة ومن ثم لمس العين. الفيروسات التي تسبب التهاب الملتحمة تشمل فيروسات الزكام والأنفلونزا، وبعض فيروسات الهربس.

التهاب الملتحمة عادةً ما يكون مرضًا طفيفًا ومعديًا، وغالبًا ما ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق الاتصال المباشر مع العين أو من خلال الأيدي الملوثة التي تلامس العين. يتسبب التهاب الملتحمة الفيروسي عادة في تهيج واحمرار في العين ويمكن أن يستمر لبضعة أيام إلى أسبوعين.

أسباب التهاب الملتحمة الفيروسي

يمكن أن يكون التهاب الملتحمة الفيروسي ناتجًا عن العديد من الفيروسات المختلفة. إليك بعض الأمثلة على أسباب التهاب الملتحمة:

أسباب التهاب الملتحمة الفيروسي وأعراضه

  • فيروسات الزكام (Rhinovirus): فيروسات الزكام شائعة جدًا وتعد واحدة من الأسباب الرئيسية للتهاب الملتحمة الفيروسي. يصيب فيروس الزكام الجهاز التنفسي العلوي ويمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق القطيرات المتناثرة في الهواء عند العطس أو السعال.
  • فيروسات الأنفلونزا: فيروسات الأنفلونزا تسبب الأنفلونزا وتشمل أنواعًا مختلفة مثل H1N1 و بعض هذه الفيروسات يمكن أن تسبب التهاب الملتحمة الفيروسي كجزء من أعراض الأنفلونزا.
  • فيروسات الهربس (Herpes Simplex Virus): فيروسات الهربس البسيط تشمل HSV-1 وHSV-2، وهي تسبب الهربس الفموي والهربس التناسلي. يمكن أن يسبب HSV-1 التهاب الملتحمة عندما ينتقل الفيروس من الفم إلى العين.
  • فيروس التهاب الكبد A (Hepatitis A Virus): فيروس التهاب الكبد A يمكن أن يسبب التهاب الملتحمة بشكل طفيف أحيانًا، وينتقل هذا الفيروس عادة عن طريق تناول مياه أو أطعمة ملوثة.
  • فيروس التهاب الكبد B (Hepatitis B Virus): بعض الأشخاص الذين يعانون من التهاب الكبد B يمكن أن يظهروا أعراضًا عينية مثل التهاب الملتحمة الفيروسي، على الرغم من أن هذا ليس شائعًا.
  • فيروس التهاب الكبد C (Hepatitis C Virus): بالنادر، قد يسبب فيروس التهاب الكبد C أعراضًا عينية مثل التهاب الملتحمة.
  • فيروسات أخرى: هناك العديد من الفيروسات الأخرى التي يمكن أن تسبب التهاب الملتحمة بشكل طفيف، مثل فيروس البرد الشائع وفيروسات العيون الأخرى.

مهم جدًا أن تفهم أن هذه الفيروسات تنتقل بسهولة وتحتاج إلى الاحتياطات الصحية والنظافة لتجنب الإصابة بها ومن ضمنها التهاب الملتحمة الفيروسي. تجنب لمس العينين بالأيدي غير المنظفة وتجنب مشاركة الأغراض الشخصية مع الأشخاص المصابين بالأعراض قد تساعد في الوقاية من العدوى.

أعراض التهاب الملتحمة الفيروسي

أعراض التهاب الملتحمة الفيروسي عادةً ما تكون خفيفة إلى معتدلة وتستمر لفترة قصيرة. يجب على الأشخاص الذين يعانون من هذه الأعراض الامتناع عن مشاركة أغراضهم الشخصية مع الآخرين وتجنب لمس عيونهم بأيديهم غير المنظفة لمنع انتقال العدوى إلى الآخرين. أعراض التهاب الملتحمة يمكن أن تتضمن ما يلي:

  • الاحمرار: العين تصبح حمراء ومتورمة نتيجة التوسع في الأوعية الدموية في الغشاء الملتحمي.
  • الحكة: قد تشعر بحكة في العين، مما يجعلك تحاول فركها بشكل متكرر.
  • إفرازات عينية: يمكن أن تنتج العين إفرازات مائية أو مصفرة، وهي تظهر غالبًا على الجفون والزوايا الداخلية للعين.
  • حساسية للضوء (الفوتوفوبيا): يمكن أن تجعل العين الحساسة للضوء بشكل زائد، مما يجعل من الصعب التعرض للأضواء الساطعة.
  • تورم الجفون: قد يتورم الجفون نتيجة للالتهاب والتهيج.
  • عدم الراحة: قد تشعر بعدم الراحة أو الإنزعاج في العين.
  • زيادة الدموع: يمكن أن تزداد نسبة الدموع لمحاولة العين حماية نفسها من الالتهاب.
  • تورم القرنية (نادرًا): في حالات نادرة، قد يحدث تورم في القرنية، مما يؤدي إلى انخفاض الرؤية.

إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة أو تفاقمت، أو إذا كانت هناك أعراض أخرى مثل تغيير في الرؤية، يجب استشارة طبيب العيون لتقديم التقييم والعلاج المناسب.

كيف يتم تشخيص التهاب الملتحمة الفيروسي؟

تشخيص التهاب الملتحمة الفيروسي يتم عادة من خلال التقييم السريري من قبل طبيب العيون. إليك كيفية تشخيص هذا المرض:

  • التاريخ الطبي: يبدأ طبيب العيون بسؤال المريض عن التاريخ الطبي والأعراض التي يعاني منها. يجب على المريض تقديم معلومات مفصلة حول متى بدأت الأعراض وكيف تطورت.
  • الفحص البدني: يقوم طبيب العيون بفحص العينين باستخدام مصباح متخصص وأدوات طبية لفحص الغشاء الملتحمي والجفون والقرنية. يتيح هذا الفحص للطبيب رؤية التغييرات التي قد تكون موجودة في العين.
  • تقدير الأعراض: يعتمد تشخيص التهاب الملتحمة على تقدير الأعراض. يبحث الطبيب عن علامات مميزة مثل الاحمرار، والحكة، والإفرازات العينية، وحساسية العين للضوء. إذا كانت الأعراض متوافقة مع التهاب الملتحمة الفيروسي، يمكن أن يتم تشخيصه بناءً على هذه الملاحظات.
  • استبعاد التهاب الملتحمة البكتيري: يمكن أن يتطابق التهاب الملتحمة في الأعراض مع التهاب الملتحمة البكتيري. في بعض الأحيان، يمكن أن يتطلب التفريق بينهما تحليل مخبري لاختبار وجود البكتيريا.
  • فحص العين الثانية (اختياري): في بعض الحالات، يمكن أن يُجرى فحص للعين الثانية إذا كانت هناك شكوك بشأن التشخيص أو إذا كانت هناك مشكلة في العين الأخرى.

كيف يتم تشخيص التهاب الملتحمة الفيروسي

تذكر أنه يجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض تهاب الملتحمة الفيروسي الامتناع عن لمس عيونهم بأيديهم غير المنظفة وتجنب مشاركة الأغراض الشخصية مع الآخرين لمنع انتقال العدوى. إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة أو تفاقمت، يجب على المريض مراجعة طبيب العيون لتقديم العناية والعلاج المناسب.

خيارات علاج التهاب الملتحمة الفيروسي

تعتمد خيارات علاج التهاب الملتحمة الفيروسي على شدة الأعراض والتقييم السريري من قبل طبيب العيون. على الرغم من أن التهاب الملتحمة الفيروسي عادةً ما يكون مرضًا طفيفًا ويزول تلقائيًا، إلا أن هناك بعض الخيارات للعلاج ولتخفيف الأعراض. إليك بعض الخيارات الممكنة:

  • قطرات العيون المرطبة: قد تساعد قطرات العيون المرطبة على تقليل الجفاف والحكة في العين وتخفيف الأعراض.
  • قطرات العيون المضادة للالتهاب: في بعض الحالات، يمكن أن توصي طبيب العيون باستخدام قطرات عيون مضادة للالتهاب للتقليل من الاحمرار والتورم.
  • تجنب العوامل المزعجة: من الجيد تجنب عوامل قد تزيد من التهيج مثل الغبار والدخان والعوامل البيئية الأخرى.
  • تطبيق البرودة: يمكن أن يساعد وضع قطع قماش نظيفة وباردة على العينين لبضع دقائق في تقليل الانتفاخ والتورم.
  • المراقبة والراحة: يجب على المريض أن يتخذ قسطاً كافيًا من الراحة ويتابع تقدم التحسن بعد العلاج.

في بعض الحالات النادرة، قد يحتاج المريض إلى علاج بالأدوية الفموية أو الأقراص المضادة للفيروسات إذا كان هناك تفشي فيروسي أكبر أو إذا كان التهاب الملتحمة يستمر لفترة طويلة.

نصائح للعناية بالعين خلال الإصابة بالتهاب الملتحمة الفيروسي

أثناء الإصابة بالتهاب الملتحمة الفيروسي، من المهم اتباع بعض النصائح للعناية بالعين والتخفيف من الأعراض. بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك:

  • الامتناع عن لمس العينين: يجب عدم لمس العينين بالأيدي غير المنظفة لمنع انتقال العدوى إلى العين.
  • غسل الأيدي بانتظام: قبل لمس أو تنظيف العينين أو وضع القطرات العينية، تأكد من غسل يديك جيدًا بالصابون والماء الدافئ.
  • تجنب مشاركة الأغراض الشخصية: تجنب مشاركة مناشف الوجه والعدسات اللاصقة وأي مستلزمات شخصية أخرى مع الآخرين أثناء الإصابة.
  • تطبيق قطرات العيون: اتبع توجيهات طبيب العيون بشأن استخدام القطرات العينية الموصوفة بانتظام.
  • تجنب الماكياج: يفضل تجنب استخدام الماكياج على العيون خلال فترة الإصابة لمنع تهيج أكثر.
  • التغذية الجيدة والراحة: حافظ على نظام غذائي صحي واحرص على الحصول على قسط كافٍ من الراحة لتعزيز تعافي العين.
  • استخدام النظارات الشمسية: إذا كنت تعاني من حساسية للضوء، يمكن استخدام نظارات شمسية لحماية العينين من الأضواء الزاهية والضارة.
  • تجنب العوامل المزعجة: تجنب التدخين والمحيطات المدخنة والغبار والأمور الأخرى التي قد تزيد من تهيج العين.
  • الراحة للعين: قد تحتاج إلى الراحة والنوم بكفاية للمساعدة في تعافي العين بسرعة.
  • متابعة الطبيب: يجب على المريض متابعة طبيب العيون بانتظام لتقييم تقدم التعافي وضمان عدم وجود مضاعفات.

تذكر أن هذه النصائح هي لتخفيف الأعراض والعناية بالعين أثناء الإصابة بالتهاب الملتحمة الفيروسي. إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت، فمن المهم استشارة طبيب العيون للتقييم والعلاج المناسب.

مركز مشهور خبراء العيون

مركز مشهور خبراء العيون في العاصمة الرياض. يضم هذا المركز فريقًا من أفضل الأطباء والخبراء في مجال طب العيون، ويقدم خدمات تشخيص وعلاج متقدمة لمجموعة متنوعة من الأمراض والحالات العيونية. بالإضافة إلى ذلك، يتميز بتوفير أحدث التقنيات والأجهزة الطبية في مجال طب العيون، مما يساعد في تقديم العلاج الفعال والشامل للمرضى.