يتأثر عصب العين سلبا بإصابتها ببعض الأمراض مثل أمراض الشبكية وإعتام العدسة وغيرها ولكن أخطرها على عصب العين هو زيادة الضغط داخل العين وهو ما يعرف باسم الجلوكوما أو مرض ارتفاع ضغط العين.

يعتبر أحد أكثر أمراض العيون شيوعا المرتبطة بالعمر حيث إن ارتفاع ضغط العين أو الجلوكوما glaucoma يصيب كبار السن ممن تجاوزوا عمر 70 عاما وهو عبارة عن تراكم السائل الموجود في العين نتيجة انسداد قنوات التصريف الطبيعية تتجمع هذه السوائل بمرور الوقت في الجزء الأمامي من العين وتسمى المياه الزرقاء وتضغط على أجزاء العين الداخلية مما يؤدي إلى تلف العصب البصري وذلك يشير إلى فقدان الرؤية أو العمى الدائم إذا لم يتم علاجه مبكرا.

تكمن خطورة ارتفاع ضغط العين في أن ليس له أعراض ظاهرة يمكن التنبؤ به من خلالها حيث إنه يعد مرضا صامتا كامنا ينمو ببطء وفي الغالب لا يتم اكتشافه إلا في مراحله المتأخرة عندما يؤثر على النظر ويكون الضرر الفعلي قد وقع، أبرز الأعراض التي تظهر في المراحل المتأخرة أو عندما يرتفع ضغط الدم في العين فجأة وهي:

1. ألم شديد في العين.
2. صداع شديد في الرأس.
3. دوخة مع غثيان.
4. احمرار العين.
5. ضعف الرؤية المحيطية.
6. رؤية حلقات حول الأضواء.
7. صعوبة رؤية الأشياء الواقعة في مركز رؤية العين.
8. ظهور تدريجي ل بقع عمياء في الرؤية الجانبية للعين.

ظهور مثل هذه الأعراض مؤشر حالة طارئة ينذر بارتفاع ضغط العين أعلى من المعدل الطبيعي بما يستدعي التوجه مباشرة لطبيب عيون قبل تضرر البصر.

ينزح سائل العين المائي عبر النسيج الموجود عند زاوية التقاء قزحية العين مع القرنية وتعرف ب الشبكة التربيقية ويتجمع داخل العين نتيجة خلل في نظام تصريف السوائل في العين ولا يعرف حتى اليوم السبب الرئيسي الذي يسبب الزرق، مع وجود بعض العوامل التي تؤكد ارتباطها بالإصابة بمرض ارتفاع ضغط العين مثل:

• التقدم في العمر وما يتعلق به من ضعف الأنسجة.
• التاريخ العائلي إذا كان أحد الوالدين مصابا بالجلوكوما.
• إذا كان الشخص يعاني من حالات مثل: قصر نظر – طول نظر – ترقق القرنية – مرض السكري – ارتفاع ضغط الدم – فقر دم منجلي.
• إصابة سابقة أدت إلى جرح في العين أو سبق للمريض إجراء عملية جراحية في العين.
• استخدام أدوية ستيرويدية لفترة طويلة كما في الأمراض المزمنة.

للأسف إن مرض ارتفاع ضغط العين يعتبر من الأمراض المزمنة التي ترافق الإنسان لبقية حياته ولا يوجد طريقة حتى الآن للشفاء منه باستثناء بعض الأدوية التي تبقيه تحت السيطرة حيث إنها تعمل على الحفاظ على ضغط العين أو الجلوكوما في معدلاتها الطبيعية حتى لا يتضرر العصب البصري للعين.

يتبع الأطباء عددا من الاستراتيجيات مع المريض في علاج الجلوكوما أو الماء الأزرق بعد الانتهاء من تشخيص الحالة وهما كالتالي:

1. الاستراتيجية الأولى: السيطرة على الإصابة عن طريق إعطاء قطرة علاج ارتفاع ضغط العين التي تعمل بواسطة عدة آليات على خفض الضغط الداخلي للعين للحفاظ على البصر مع قياس معدلات الضغط بشكل دوري على فترات يحددها الطبيب.
2. الاستراتيجية الثانية: إذا لم تستجب العينان للقطرات سوف يضيف طبيبك أدوية حبوب فموية إلى جانب قطرات العين حتى تعزز عملها.
3. الاستراتيجية الثالثة: هي الخضوع للجراحة باستخدام الليزر أو تقنيات أخرى عندما لا يحدث استجابة للقطرات والأدوية ويتم اللجوء للجراحة ك آخر الحلول لتجنب حدوث تلف في عصب العين.

يوجد أكثر من نوع من قطرات العين التي تستعمل في خفض أو تقليل ضغط العين جميعها لها نفس الفعالية وفقط طبيبك من يستطيع تحديد القطرة الأفضل والمناسبة لك بحسب حالتك ونوع الجلوكوما التي تعاني منها ولكن بشكل عام هذه أسماء أفضل قطرات ضغط العين وأكثرها شيوعا مثل:

• النوع الأول: قطرات تعمل على تصريف سوائل العين مما يقلل الضغط داخل عينك مثل:
  مجموعة البروستاجلاندين: Xalatan – Travatan – Lumigan وكلها شائعة الاستخدام.
  أو أكاسيد النيتريك: Latanoprostene.
  أو مجموعات الكولين: Pilocarpine بايلوكاربين.

• النوع الثاني: هي قطرات تساعد في تقليل كمية السوائل التي تنتجها العين مثل:

  مضادات ألفا الأدرينالية: Alphagan  – Lopidine – Qoliana.
  ومجموعة حاصرات بيتا: Timoptic (Timolol) – Betoptic – Betimol.
  أيضًا مثبطات الأنهيدراز الكربونية: Trusopt (dorzolamide) – Azopt ( brinzolamide) وهي شائعة الاستخدام.

مركز مشهور خبراء العيون

ختاما … يساعد إجراء فحص العين المعتاد بشكل دوري في الكشف عن مشاكل العيون مبكرا قبل حدوث ارتفاع ضغط العين المفاجئ أو أي ضرر يفقدك الرؤية الطبيعية بالعين فلا بد لكبار السن بشكل خاص عدم الانقطاع عن الزيارات الروتينية لعيادة طبيب العيون حتى وإن كانت أعينهم سليمة.