يعد مرض المياه الزرقاء في العين والذي يعرف باسم ” الجلوكوما glaucoma ” أو ” الزرق ” أحد أكثر أمراض العيون شيوعا التي تصيب كبار السن ممن تجاوزوا 75 عاماً، وهو ارتفاع في ضغط العين الداخلي نتيجة تراكم سائل العين بسبب خلل في قنوات التصريف المسئولة عن سحب هذه السوائل للخارج كما أن الماء الأزرق يعتبر السبب الأول للإصابة بالعمى بين كبار السن حيث يقدر بأن عدد 4.5 ملايين شخص في العالم مصابون ب العمى بسبب الجلوكوما لأنه يؤدي إلى ضمور أو تلف العصب البصري الذي ينقل الإشارات إلى الدماغ.

يوجد عدة أنواع من المياه الزرقاء التي تنشأ عادة في عين أكثر من الأخرى وبطرق أو ظروف مختلفة، أما أهم تلك الأنواع يشمل:

• زرق الزاوية المفتوحة: وهو أكثر الأنواع شيوعًا ينمو ببطء بمرور السنوات كما أنه يحدث بسبب انسداد قنوات تصريف سائل العين تدريجيًا.
• زرق انسداد الزاوية: وهو النوع الأقل شيوعا ويحدث فيه انسدادا مفاجئا يرفع ضغط العين سريعا ويرجح أن أحد أسباب ذلك هو تعرض العين لإجهاد كبير ومستمر لفترة ليست بسيطة.
• مرض الجلوكوما الثانوي: والذي ينتج عن حالة كامنة مثل التهاب قزحية العين.
• الجلوكوما أو الزرق الخلقي: هو نوع نادر جداً يصيب الأطفال منذ الولادة ناتجا عن عيب خلقي.

في الحقيقة لا يوجد سبب محدد لحدوث المرض وإنما يتكون مرض المياه الزرقاء في العين نتيجة مجموعة من العوامل المرتبطة بالعمر والتاريخ العائلي والإصابة بمرض السكري وحالات قصر النظر الشيخوخي كما أنه مرتبط بارتفاع ضغط الدم تؤدي هذه الأسباب جميعها بطريقة ما إلى خلل يصيب قنوات تصريف السوائل في العين الأمر الذي يعمل على تجمع السائل في الجزء الأمامي للعين وبالتالي الضغط على الشبكية والعصب البصري والأجزاء الداخلية ومن ثم فقدان البصر بشكل كامل.

خطورة مرض المياه الزرقاء في العين يكمن في أن أعراضه لا تظهر واضحة بالشكل الذي يسهل تشخيصها مبكراً حيث إنها تتطور ببطء ودون ألم داخل العينين ولا يلاحظها الشخص إلا عندما تبدأ التأثير فجأة على الرؤية بالعين بعد أن يكون الضرر في العصب قد وقع بالفعل ولا يمكن تداركه أو علاجه، لذلك يجب عليك إجراء الفحوصات الروتينية دون انقطاع.

مع الأسف فإن مرض المياه الزرقاء في العين يعتبر من الحالات التي لا يمكن علاجها بل إنه يصنف من الأمراض المزمنة التي ترافق المريض لبقية حياتهـا، وتعتمد استراتيجية العلاج على السيطرة على ضغط العين عند معدلات آمنة لحماية عصب العين من التضرر، لذا يبدأ الطبيب بالعلاج كالتالي:

1. الاستراتيجية الأولى: يصف طبيب العيون قطرات تعمل على خفض أو تقليل ضغط العين المرتفع خلال دقيقتين عن طريق تصريف سائل العين للخارج، أشهر أسماء هذه القطرات:  Alphagan – Xalacom – Azopt – Lumigan – Trusopt – Timolol
2. الاستراتيجية الثانية: في حال عدم استجابة العينين للدواء يصف الطبيب للمريض حبوبا تؤخذ عن طريق الفم تمنع بشكل تدريجي زيادة اضطرابات ضغط العين مثال على ذلك: Diamox
3. الاستراتيجية الثالثة: في حين فشلت قطرات العين والأدوية الفموية في السيطرة على جلوكوما العين فإن الطبيب سوف يلجأ إلى خيار الجراحة لإنقاذ عصب العين من حدوث التلف وفقدان للرؤية بصورة كلية.

ولكن غالبًا معظم الأشخاص أو الحالات المصابة بالمياه الزرقاء تستجيب للعلاج بقطرات العين الخاصة والتي تعمل بأكثر من آلية للعلاج.

تعد عملية المياه الزرقاء أحد الخيارات العلاجية في حال عدم استجابة المريض للأدوية، ولكن مع ذلك ليست حلا نهائيا ل مرض المياه الزرقاء في العين وإنما تساعد الجراحة بواسطة الليزر على تقليل كمية السائل المتراكم في العين لفترة من الزمن وليس منع تراكمه، أهم الطرق الجراحية في علاج الزرق أو الجلوكوما:

1. العلاج بالليزر: عن طريق ما يسمى برأب الترابيق بالليزر لفتح القنوات المسدودة في الشبكة التربيقية بتسليط شعاع الليزر داخلها ويحتاج المريض عدة أسابيع حتى يلاحظ النتيجة واضحة، وهذه الطريقة مناسبة ل حالات الزرق مفتوح الزاوية.
2. عملية الترشيح: يزيل جراح العيون جزء من الشبكة التربيقية من خلال شق يتم إجراؤه في الصلبة ( المنطقة البيضاء في العين).
3. جراحة أنابيب التصريف: وتعتمد على إدخال تحويلة أنبوبية صغيرة لتصريف سوائل العين الزائدة وتقليل ضغط العين.

وقد يضطر المريض إلى الخضوع لهذا النوع من الجراحات أكثر من مرة في محاولة للسيطرة على مرض المياه الزرقاء في العين.

مركز مشهور خبراء العيون

ختاما … تكمن خطورة مرض المياه الزرقاء في العين في أنها تضغط على العصب دون ظهور أعراض وخلال ذلك يبدأ تلف العصب الذي يؤثر على نقل المعلومات البصرية من الشبكية إلى المخ لتظهر هالات من الضوء تظلم بعدها الرؤية تماما في حالة تمثل 50% من إصابات المياه الزرقاء في العين.

شاهد الفيديو التالي: