يخلق الإنسان بقرنية طبيعية لها شكلا كرويا ولكن يحدث لأسباب مجهولة أن يتغير شكل القرنية في مرحلة ما من عمر الشخص بحيث يصبح شكل مقلة العين مسطحة أو تصبح لديك القرنية قصيرة وتسمى تلك الحالة ب طول نظر.

تعتبر إصابة العين بمشاكل مثل طول نظر – وقصر نظر – أو استجماتيزم شائعة جدا وجميعها حالات تسمى بالأخطاء الانكسارية أو تعرف باسم عيوب الإبصار والتي تعد المسبب الأكبر ل ضعف النظر، وتصاب العين بطول النظر أو مد البصر hyperopia عندما يتغير شكل قرنية العين إلى قرنية قصيرة مسطحة وتتأثر بذلك حدة البصر وتصبح فيها رؤية العين للأشياء البعيدة واضحة بينما الأشياء القريبة ضبابية مشوشة وغير واضحة على عكس قصر النظر وكل منهما يعتبر مصطلح شائع في أمراض ومشاكل العيون.

من أهم مكونات العين القرنية وهي الجزء الأمامي الكروي الشفاف من العين والعدسة وهي الجسم الشفاف خلف القرنية بحجم حبة حلوى وخلفها الشبكية التي تبطن العين من الداخل، يحدث في حالة الأشخاص المصابين ب طول نظر لسبب مجهول أن تصاب القرنية ب تشوه في الشكل الخارجي لتصبح أقصر ومسطحة ما يتسبب بخطأ في انكسار الضوء عند ملامسته لسطح القرنية وبالتالي يصعب على العدسة تركيز الأشعة اتجاه شبكية العين وبالتالي تكون عينك غير قادرة على التركيز على الأجسام القريبة ورؤيتها بوضوح وهي مشكلة تحدث عند البالغين بشكل أقل بينما الأطفال بشكل أكبر لأسباب وراثية وعادة يتغلب عليها الطفل في سنوات حياته الأولى بدرجة كبيرة.

يعاني الشخص المصاب ب طول نظر شيخوخي من نفس أعراض طول النظر farsightedness المعروفة لدى الأطفال أو البالغين ولكن الفرق بين الحالتين أن الإصابة بطول النظر الشيخوخي تحدث بسبب تقدم العمر الذي يؤدي إلى تصلب العدسة وجعلها أقل مرونة بعد تجاوز سن ال 65 عاما، بينما إصابة الأطفال والبالغين تكون ناتجة عن تغير في شكل قرنية العيون عن الشكل الطبيعي ومعرفة نوع طول النظر تفيد في تحديد الإجراء الجراحي المناسب أكثر لعلاج خطأ الانكسار.

يُعد من السهولة تشخيص إصابتك بمشكلة طول نظر من خلال البحث عن أعراضه الواضحة التي تتمثل في:

1. رؤية غائمة ضبابية.
2. صعوبة القراءة وتمييز الحروف الصغيرة عن قرب.
3. الصداع مع إجهاد العينين نتيجة محاولة التركيز على الأشياء القريبة.

مع ذلك يجب تشخيص الحالة عند طبيب عيون مختص للتأكد من أنك تعاني من مد طول نظر أو مد البصر وتحديد درجات ضعف النظر التي تعاني منها عن طريق إجراء اختبار نظر.

يتساءل كثيرون هل إهمال علاج إصابة العين ب طول نظر يشكل خطورة على العين؟، وفي الحقيقة على الرغم من أن مد البصر لا يعتبر مرضا خطيرا بل ويمكن التعامل معه بسهولة عن طريق ارتداء النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة ولكن التفكير في عدم اتخاذ أي إجراء طبي والتعايش مع الحالة كما هي قد يؤدي بمرور الوقت إلى عدة مضاعفات خطيرة تتضمن:

• كسل العين الذي يسبب فقدان البصر في العين المصابة بالكسل.
• الحول خاصة عند الأطفال.
• إجهاد العينين المصحوب بصداع.
• تدهور جودة الحياة حيث يصبح الشخص غير قادر على أداء مهامه اليومية.
• مشاكل ضعف السلامة وتعرضك للخطر أثناء القيادة أو عملك في الآلات الحادة.

في معظم حالات الإصابة بعيوب الإبصار يصف الأطباء النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة على أنها الحل الروتيني العملي الشائع للأشخاص المصابين بالأخطاء الانكسارية لتحسين الرؤية لديهم وتمييز الصور حولهم حتى تظهر بشكل أكثر وضوح وهذا الأمر يساهم جدًا في تخفيف معاناة المصابين ب طول نظر أثناء أدائهم أنشطتهم اليومية.

تعتبر عملية تصحيح النظر بمثابة المعجزة الطبية التي نجحت في علاج مشاكل ضعف النظر بشكل نهائي واستعادة الرؤية الطبيعية لأكثر من 30 مليون شخص حول العالم من خلال استخدام تقنيات أشعة الليزر الطبي الذي يدوم أثره طوال حياتك، كما يمكنك استشارة دكتور العيون المختص حول تقنية العلاج بالليزر الـتي تناسبك سواء تصحيح النظر عن طريق تعديل شكل القرنية أو عن طريق زراعة العدسات لمن تجاوزوا سن ال 40 عاما لجعل العين ترى بشكل أفضل دون مضاعفات.

تهدف عمليات تصحيح النظر بشكل أساسي إلى استعادة حدة البصر للعين 6/6 درجات بنسبة نجاح تتعدى ال 96% بحسب الجمعية الأمريكية للجراحات الانكسارية، وتتضح الرؤية تدريجيا بعد يومين من عملية الليزك وتستمر أيضًا في التحسن مع الوقت حتى يستقر النظر في غضون 4 – 6 أشهر يحدد ذلك عدة معايير يحددها الطبيب بعد تقييم الجراحة.

ختاما … غالبية الأشخاص الذين يعانون من طول نظر أو الأكثر عرضة للإصابة هم في الغالب كبار السن بسبب صلابة العدسة مع التقدم في العمر لذا يفيد الالتزام ب إجراء فحص دوري للعين في السيطرة على الحالة مبكرا قبل التسبب بمضاعفات تؤثر على نشاط الأشخاص في مرحلة من العمر تحتاج فيه هذه الفئة إلى رؤية أفضل تحافظ على التوازن لديهم وقيامهم بنشاطاتهم اليومية.

شاهد الفيديو التالي: