تعرف العين بأنها أكثر أعضاء الجسم الحساسة للأمراض والمشاكل حتى أن أولى الأعراض التي تظهر وهي ضعف النظر سواء كان بسبب مرض ما أو ناتج عن الأخطاء الانكسارية مثل الاستجماتيزم أو قصر النظر وطول النظر.

تعرف حالات قصر النظر وطول النظر على أنها من عيوب الإبصار الشائعة جداً والتي تسمى بالأخطاء الانكسارية وذلك لأنها تحدث بسبب خطأ في إنكسار الضوء عند ملامسته لقرنية العين نتيجة تشوه في سطح القرنية أو شكل عدسة العين الداخلية، هذا الخطأ الانكساري يؤدي إلى تشتت أو عدم تركيز الضوء بدلا من تركيزه على الشبكية مما يعمل على تشويش الرؤية وضعف النظر.

يعد كل من قصر النظر وطول النظر من أكثر حالات ضعف البصر شيوعاً والتي يعاني منها ملايين من البشر حول العالم خاصة أنها تصيب الأشخاص في جميع المراحل العمرية الأطفال والكبار على الرغم من أن الفرق بين الحالتين كبير، وأهم تلك الفروقات كالتالي:

• قصر النظر myopia: يرى المصابون بقصر النظر الأشياء القريبة بوضوح بينما الأشياء البعيدة أكثر ضبابية وتنعكس فيه صورة الجسم أمام الشبكية ويرافق تلك الأعراض الصداع في الرأس والشعور بالإجهاد في العينين.
• بينما طول النظر hyperopia: والذي يعرف أيضا باسم مد البصر تكون فيه رؤية الأشياء القريبة مشوشة وضبابية بينما الأجسام البعيدة أكثر وضوحا لأن الصورة تنعكس خلف شبكية العين على عكس قصر النظر.

ولكن لحسن الحظ فإن عيوب الإبصار هذه تعتبر اليوم من مشاكل العيون البسيطة وغير الخطيرة حيث يمكن علاجها بسهولة عن طريق استخدام النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة التصحيحية كما ويمكن إعادة تصحيح تحدب القرنية من خلال عمليات تصحيح النظر بالليزر أو الليزك التي تجاوزت نسبة نجاحها 96% في استعادة الرؤية الطبيعية.

وفقاً لاختلاف طبيعة شكل مقلة العين وطريقة رؤية الأشياء حولنا في كل حالة من حالات عيوب النظر فإنه من المستحيل أن يحدث قصر النظر وطول النظر في العين نفسها وفي آن واحد وإنما قد تصاب إحدى العينين بقصر نظر والأخرى طول نظر وبناء عليه يتم علاج كل عين على حسب المشكلة فمن الممكن في مثل هذه الحالة ارتداء نظارات خاصة إحدى العدسات لقصر النظر والأخرى لطول النظر دون أن يؤثر ذلك على توازن الرؤية.

بشكل عام تعتبر مشاكل الرؤية مثل قصر النظر وطول النظر ناتجة عن تغير أو تشوه في شكل سطح قرنية العين ولكن بحسب نتائج أبحاث نشرها المجلس الأمريكي للجراحات الانكسارية فإن ذلك التشوه يمكن أن يكون ناتجا عن مجموعة عوامل مساعدة على رفع احتمالات الإصابة وأهمها:

• أسباب حدوث قصر النظر: تصبح قرنية العين مستديرة على شكل كرة أو مقلة العين طويلة جدا بمرور الوقت لارتباطه بأسباب مثل: التقدم في العمر مثل قصر النظر الشيخوخي – مرض السكري – أو عوامل بيئية كاستخدام أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة لفترة طويلة – القراءة أو العمل في إضاءة خافتة.
• أسباب حدوث طول النظر: تصبح فيه القرنية مسطحة الشكل والمقلة أقصر من الطبيعي، السبب الأكثر شيوعًا في حدوثه هو الجينات الوراثية فهو على الأغلب يوجد منذ الولادة لكن لم تتم ملاحظته إلا بمرور الوقت.

يتساءل كثيرون ماذا لو لم يتم التعامل مع مشكلة قصر وطول النظر سواء من خلال  إجراء عملية تصحيح النظر بالليزر أو لبس النظارات والعدسات اللاصقة لتحسين الإبصار؟ والحقيقة الصادمة أن إهمالهما يجعل التركيز والرؤية صعبة بمرور الوقت نتيجة تفاقم المشكلة كما ويؤدي إلى:

• مضاعفات قصر النظر: قد يؤدي عدم العلاج إلى العمى نتيجة زيادة درجات قصر النظر بشكل أكبر – الجلوكوما أو الزرق مفتوح الزاوية – إعتام عدسة العين – الضمور البقعي – انفصال الشبكية.
• مضاعفات طول النظر: قد يؤدي إهمال الحالة إلى الإصابة ب الحول عند الأطفال نتيجة زيادة درجات طول النظر – الصداع المتواصل – إجهاد العينين بسبب محاولة التركيز – أو التقدم في العمر مثل طول النظر الشيخوخي بعد الأربعين.

تعتبر هي الجراحة الأكثر شيوعا بين جراحات العيون الأخرى والتي تم اعتمادها والعمل بها منذ عام 1999 لعلاج مشكلات ضعف الإبصار  بسبب وجود خلل في تحدب القرنية ولذلك يخضع لها بنجاح ما يقارب المليون شخص في العالم كل عام، وتعتمد آلية عملها على استخدام إحدى تقنيات الليزر المختلفة مثل الليزك أو ليزر الفيمتو ثانية أو ليزر الفيمتو سمايل .. إلخ من التقنيات التي لكل منها مميزاتها لكنها تعتمد على فكرة عمل واحدة وهي إعادة تشكيل سطح القرنية بإزالة جزء من الأنسجة لتصحيح تحدبها، لا تستغرق تلك الجراحة أكثر من 30 دقيقة وتكون العين تحت تأثير التخدير الموضعي.

مركز مشهور خبراء العيون

ختاما … بعد دراسة الفرق بين قصر النظر وطول النظر لقد تبين أنه في الحالتين الأمر بسيط يمكنك علاجه بعدة طرق منها النظارة أو العدسات أو حتى الجراحة ولكن إهمال علاج هذه الحالات وبشكل خاص قصر النظر له عواقب خطيرة في التسبب بأمراض معقدة وكامنة قد تؤدي لفقدان النظر الدائم.

شاهد الفيديو التالي: