الرمد، المعروف أيضًا بالتهاب الملتحمة، هو حالة شائعة تصيب العين وتتميز بالتهاب واحمرار الغشاء الشفاف الذي يغطي الجزء الأبيض من العين والجفون. ينتج الرمد عن مجموعة متنوعة من الأسباب، بما في ذلك العدوى الفيروسية أو البكتيرية، التحسس، أو التعرض للمواد المهيجة مثل الغبار أو الدخان.

أسباب الرمد

أسباب الرمد متعددة ومتنوعة، ويمكن أن تكون نتيجة لعدة عوامل تختلف في شدتها وتأثيرها على العين. فيما يلي شرح مفصل عن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالرمد:

1. العدوى الفيروسية:

تعتبر العدوى الفيروسية من أكثر الأسباب شيوعًا للرمد، وهي غالبًا ناتجة عن الفيروسات الغدية (Adenoviruses). هذه الفيروسات تُسبب التهاب الملتحمة الفيروسي، وهو النوع الأكثر انتشارًا بين الأطفال والبالغين، خاصةً في فترات نزلات البرد والأنفلونزا. ينتقل هذا النوع من الرمد بسهولة من شخص لآخر عن طريق الاتصال المباشر أو استخدام أدوات ملوثة.

2. العدوى البكتيرية:

العدوى البكتيرية تحدث نتيجة دخول البكتيريا إلى العين، مثل Staphylococcus aureus وStreptococcus pneumoniae. هذا النوع من الرمد يتميز بإفرازات صفراء أو خضراء لزجة من العين، وهو شائع بين الأطفال، ويمكن أن يحدث بسبب لمس العينين بأيدي ملوثة، أو استخدام أدوات ملوثة مثل المناشف.

3. الرمد التحسسي:

الرمد التحسسي يحدث بسبب استجابة جهاز المناعة في الجسم لمواد معينة تُعرف بمسببات الحساسية مثل الغبار، حبوب اللقاح، العفن، أو وبر الحيوانات. يتسبب هذا النوع في احمرار العينين وحكة شديدة، وغالبًا ما يرتبط بفصول معينة مثل الربيع أو الخريف، حيث يزداد انتشار مسببات الحساسية.

4. المهيجات الكيميائية والبيئية:

التعرض للمواد الكيميائية مثل الكلور في حمامات السباحة، أو المهيجات البيئية مثل الدخان، الأتربة، والعطور القوية يمكن أن يؤدي إلى تهيج العين والتهاب الملتحمة. هذه المهيجات تسبب تفاعلًا فوريًا في العين، مما يؤدي إلى احمرار وتهيج العينين.

5. الاستخدام غير السليم للعدسات اللاصقة:

العدسات اللاصقة غير النظيفة أو التي تُستخدم لفترات طويلة دون تعقيم مناسب يمكن أن تؤدي إلى التهابات العين وتزيد من خطر الإصابة بالرمد. كما أن النوم بالعدسات أو ارتداءها في ظروف غير صحية يزيد من احتمال تعرض العين للجراثيم والميكروبات.

6. العوامل البيئية وسوء النظافة:

العوامل البيئية مثل التعرض للرياح المحملة بالغبار، أو ملامسة العينين بأيدٍ غير نظيفة يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بالرمد. كما أن عدم غسل اليدين بانتظام وملامسة العينين بشكل متكرر من الأسباب الشائعة.

كل هذه الأسباب تساهم في الإصابة بالرمد بأشكاله المختلفة، ولذلك من المهم معرفة السبب الدقيق للحصول على العلاج المناسب والوقاية من انتشار العدوى.

أعراض الرمد

أعراض الرمد تتنوع بناءً على السبب وراء الإصابة، ولكن هناك مجموعة من الأعراض الشائعة التي تظهر عادةً عند المصابين بالرمد، وتتضمن هذه الأعراض ما يلي:

•  احمرار العين:

يُعد احمرار العين من أبرز الأعراض وأكثرها شيوعًا في حالات الرمد. يحدث الاحمرار نتيجة توسع الأوعية الدموية الصغيرة في الملتحمة (الغشاء الشفاف الذي يغطي بياض العين والجفون)، مما يسبب تغير لون العين إلى الأحمر أو الوردي.

•  الحكة والتهيج:

الشعور بالحكة هو عرض رئيسي، خاصة في حالات الرمد التحسسي. يكون التهيج أحيانًا شديدًا لدرجة تجعل المصاب يرغب في فرك العين باستمرار، مما قد يؤدي إلى تفاقم الحالة.

•  الإفرازات:

تختلف الإفرازات حسب نوع الرمد:

• الرمد البكتيري: إفرازات صفراء أو خضراء تكون سميكة ولزجة، وقد تلتصق بالجفون وتسبب التصاقها خاصة بعد الاستيقاظ.
• الرمد الفيروسي: إفرازات مائية وشفافة تكون أقل لزوجة من الإفرازات البكتيرية.
• الرمد التحسسي: إفرازات مائية عادةً ما تكون مصحوبة بدموع شديدة.

•  الشعور بجسم غريب في العين:

يشعر المصاب وكأن هناك رمال أو جسم غريب داخل العين، مما يسبب شعورًا بعدم الراحة ويجعل العين حساسة.

•  التورم وانتفاخ الجفون:

قد يصاحب الرمد تورم في الجفون بسبب الالتهاب، مما يؤدي إلى انتفاخ واضح حول العينين.

•  الحساسية للضوء (رهاب الضوء):

حساسية الضوء هي أحد الأعراض التي تجعل المصاب يشعر بعدم الراحة عند التعرض للضوء الساطع، سواء كان طبيعيًا أو صناعيًا، وقد يصاحبها صداع خفيف.

كما أنه يوجد أعراضاً أخرى للرمد منها ما يلي:

•  زيادة إفراز الدموع:

تزداد إفرازات الدموع كرد فعل طبيعي للعين للتخلص من المهيجات أو لمكافحة العدوى، وهو عرض شائع خاصة في حالات الرمد التحسسي والفيروسي.

•  ضبابية الرؤية:

قد يعاني المصاب بالرمد من ضبابية أو تشوش في الرؤية، خاصة إذا كانت الإفرازات تغطي سطح العين. هذه الحالة غالبًا ما تكون مؤقتة وتختفي بعد تنظيف العين.

•  التصاق الجفون:

في حالات الرمد البكتيري، يمكن أن تتسبب الإفرازات في التصاق الجفون ببعضها البعض، خاصة بعد فترات طويلة من النوم، مما يجعل فتح العينين صعبًا في الصباح.

•  ألم خفيف أو شعور بالضغط:

قد يشعر المصاب بألم خفيف أو شعور بالضغط في العين، خاصة إذا كان الالتهاب شديدًا أو مصحوبًا بتورم.

تختلف حدة هذه الأعراض من شخص لآخر وتعتمد على السبب ونوع الرمد. إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت، يُنصح بمراجعة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسب.

تشخيص الرمد

تشخيص الرمد يشمل عدة خطوات رئيسية تساعد على تحديد السبب ونوع الالتهاب، منها:

• • التاريخ الطبي: يبدأ الطبيب بتجميع معلومات حول الأعراض، مثل موعد ظهورها، وجود إفرازات، والتعرض لمسببات الحساسية.
  • الفحص السريري: يتم استخدام المصباح الشقي لفحص العين بدقة، مما يساعد على الكشف عن التهاب الملتحمة أو تغيرات أخرى.
  • اختبارات إضافية: في حال الاشتباه بعدوى، يمكن أخذ عينة من الإفرازات لتحليلها، أو إجراء اختبارات حساسية إذا كان الرمد ناتجًا عن حساسية.
  • التشخيص التفريقي: يُجري الطبيب تقييمًا لمقارنة الأعراض مع حالات مشابهة، مثل التهابات العين الأخرى.
  • تحديد النوع: بعد جمع المعلومات، يُحدد الطبيب نوع الرمد (فيروسي، بكتيري، أو تحسسي) لتوجيه العلاج المناسب.

  تشخيص الرمد الدقيق يساهم في اختيار العلاج الفعّال ويمنع المضاعفات المحتملة.

علاج الرمد

علاج الرمد يعتمد على نوع الالتهاب وسببه، ويتضمن:

• الرمد الفيروسي: يتم التركيز على تخفيف الأعراض باستخدام الكمادات الباردة وقطرات مرطبة للعين.
• الرمد البكتيري: يتطلب العلاج عادةً استخدام المضادات الحيوية الموضعية، مثل قطرات العين أو المراهم.
• الرمد التحسسي: يُفضل استخدام مضادات الهيستامين لتقليل الحكة والاحمرار، مع تجنب المسببات المعروفة للحساسية.
• نصائح عامة: يُنصح بعدم فرك العين أو لمسها لتفادي تفاقم الحالة، ومراجعة الطبيب إذا تفاقمت الأعراض أو لم تتحسن بعد عدة أيام.

تعتبر المتابعة مع الطبيب ضرورية لضمان العلاج الفعّال وتجنب المضاعفات المحتملة.

مركز مشهور خبراء العيون

يقدم مركز مشهور خبراء العيون خدمات متنوعة بما في ذلك تشخيص وعلاج الأمراض العينية المختلفة مثل الجلوكوما، الساد، الشبكية، للكاتاراكت، وجراحة العيون التجميلية. كما يقوم خبراء العيون في هذا المركز بإجراء الفحوصات اللازمة وتوفير التوجيه والمشورة للمرضى بشأن حالتهم وخيارات العلاج المناسبة.